فعلا صدق المثل القائل.. مصائب قوم عند قوم فوائد.. فالطب النفسي ينتعش وتزدهر حالته الإقتصادية كلما زادت المشاكل الزوجية العاطفية والنفسية حدة.. وللأسف الشديد فإن الإحصائيات تؤكد أن 95 في المائة من مرتادات العيادات النفسية يعانين فراغا عاطفيا.. وأن الرجل والمرأة في السعودية بخيلان في إبداء مشاعرهما.. ولكن الرجل يتفوق على المرأة بهذه الصفة.. الأسباب عديدة ومتنوعة منها ضمور الحب المشترك بينهما نتيجة زواج عائلي سريع وعدم التقارب في الأعمار، قد يكبر الرجل المرأة بعشر سنوات أو أكثر فتتسع الفجوة بينهما ويصعب التقاؤهما فكريا وعاطفيا.
المشكلات الصحية لأحد الزوجين والخلافات الأسرية، معاناة الزوج من طفولة معنفة تركت في أعماقه آثارا يصعب التخلص والتحرر منها، وكذلك غياب الزوج الدائم عن البيت.. للعمل أو السفر أو ملازمته لأصدقائه والسهر معهم.. التفاوت الطبقي والإجتماعي والتعليمي يلعب دوره من ناحية الزوج الذي يشعر بالضيق لكون زوجته أفضل منه إجتماعيا أو تعليميا أو ماديا.. والفارق الثقافي..
كذلك عدم إرتياحه في وظيفته.. لديه مشاكل في العمل فيصل المنزل عابسا مهموما.. فطبيعة عمله هنا تلعب دورا كبيرا في تكيفه في المنزل بشكل إيجابي أو سلبي.. إضافة لعلاقته بوالدته.. قد يكون شديد الإرتباط بها يسمع نصائحها وتوجيهها ويعتبرها مصدر الإرتياح الأول والأخير دون غيرها.
هذا عن الزوج فماذا عن الزوجة؟.. وأين تكمن نقاط الضعف في علاقتها مع زوجها، التي تنتهي بها إلى العيادات النفسية بحثا عن حل وعلاج؟
الزوجة تتحمل مع الرجل النتيجة التي وصلا إليها فجزء من التقصير يقع عليها لإقتصار العاطفة لديها على الكلام.. تظن أن الكلام المعسول من قبل الزوج يجب أن تنام عليه وتصحو عليه والثناء والشوق يجب ألا ينقطعا بينهما طوال اليوم.. وكأنهما يعيشان قصة حب لا تنتهي.. ولا تريد أن تنتهي.. فالزوج الذي لا يقول لها كلاما حلوا.. أو يكرر كلمة أحبك مرارا وتكرارا.. هو رجل بلا عاطفة ولا مشاعر ولا رومانسية، التي حلمت بها لحظة زواجها.. وكأنها تشاهد مسلسلا تركيا مشاهد الحب فيه لا تنتهي.. تنسى المرأة أحيانا أو تتناسى أن الرجل له طبيعته الخاصة ولغته الخاصة.. وبعضهم لا يظهر عواطفه بشكل أقوال.. قد يظهر بشكل ضمة.. هدية.. موقف.. تصرف.. ليس المطلوب من الرجال أن يكونوا كربونة من ممثل مشهور يمشي فيوزع المشاعر والعواطف.. بلا حساب.. المطلوب التوعية النفسية بطبيعة العلاقات الزوجية العاطفية والنفسية.. حتى لا تكتظ العيادات النفسية بكل هذا الكم من السيدات المترددات ممن يعانين الفراغ العاطفي ويقعن تحت طائل الإكتئاب والإرهاب الاجتماعي.. جراء تبعات علاقة زوجية غير ناجحة.
بقلم: عبدالله باجبير.
المصدر: مركز واعي للإستشارات الإجتماعية.